hero_lazio
09-07-2004, 05:37 PM
أسطورة عالمية لا تتكرر (( ماردونا العبقري)) الجزء الأول ....
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم:.
للأرجنتينيين مع كرة القدم عشق لا ينتهي، فإن كانت للآخرين حبا ومتعة فهي لهم جنون وشغف لا مثيل له. و إن جاز لنا أن نوزع أهواءنا في عشق من يركل الكرة في مشارق الأرض ومغاربها فإننا لن نختلف بأنهم أفضل من يرقص بها، كيف لا وهم راقصو التانجو. كان لا بد لمحيط يتنسم فيه الأرجنتينيون الكرة بدلا من الهواء أن ينجب رموزا يذكرون في كل مرة تذكر فيها كرة القدم. لمن لا يرون إلا بألوان لون السماء البراقة ولمن يتسمرون إنصاتا حينما يشرع العازفون بموسيقاهم التي لا يجيدها أحد سواهم... هذه مقطوعات لبعض من يجيد العزف على أوتار الكرة كما يجيد العازف اللعب بآلته.
مارادونا.... الأسطورة المشوهة
أبلغ ما يمكن أن يقال بأن كرة القدم بدأت بمارادونا وانتهت به. وإن كان بمقدورنا أن نعد قوائم عباقرة الكرة في التاريخ فإن دييجو أرماندو مارادونا سيكون الأول ومن بعده بمراتب من نجمع أو نختلف على عبقريتهم الكروية. هو استثناء لا يمكن أن يقدح في تفرده بمزايا الإبداع الكروي أيا كان. إن أحببته أو أبغضت فيه مساوئه فإنك لن تجد في النهاية لمثل موهبته وقدرته المبهرة على إخضاع الكرة بين قدميه شبيها.
أعجب ما قيل عن مارادونا بأنه أفسد اللعبة؟!!! لأنه أثبت أن كرة القدم ليست لعبة الأحد عشر لاعبا كما كنا ننظر إليها، معه كان لمفهوم الفريق معنى آخر فهو كان بمفرده أحد عشر لاعبا أو يزيد. مارادونا اختزل مواهب اللاعبين جميعا وأعطى لكل واحد منهم شيئا من فنه وموهبته. فمن كان يرى في نجمه شيئا من تفرد فإن الله سبحانه قد حبى هذا اللاعب بمواهب لن يجود الزمان بمثلها، ولذلك كان دائما من يضرب به المثل في المهارة والموهبة في هذه اللعبة.
قصته أصبحت مثالا لقمة الجمال والقبح في آن واحد. ولأنه كان فريدا في إبداعه داخل الميدان كان لابد من صياغة حياة لا تقل إثارة وتعاسة في أحيان كثيرة، كل المبدعين لا نتذكر إلا فنونهم إلا هذا الرجل فنزواته وجنونه كانا يسبقان روعته دائما. ما أكثر ما أحبطنا وخيب آمالنا ولكنه نجح دوما في جعلنا نثق به مرة تلو الأخرى.... لا لشيء سوى أنه كان الوحيد الذي أعاد اختراع اللعبة من جديد.
http://news.bbc.co.uk/olmedia/1560000/images/_1564976_maradona300.jpg
(البؤس توأم للنبوغ).... في هذه اللعبة فقط؟!!
أصبح من المعتاد أن نقرأ قصص النجاح المبهر بعد حياة بائسة وخاصة لأبطال هذه اللعبة، وبطلنا لم يكن شاذا عن هذه القاعدة فلقد ولد في محيط الغني فيه هو من يستطيع تأمين وجبة واحدة لعائلته. في قرية فيوريتو التي لا تبعد كثيرا عن العاصمة ولد دييجو في 30 أكتوبر من عام 1960 . ثمانية من الأخوة كانوا يتنازعون ما يؤمنه لهم النجار الفقير الذي لم يملك في يوم من الأيام شيئا أكبر من غرفتين يأوي فيهما أبناءه. الكرة والكرة فقط كانت الشيء الوحيد الذي قد ينسى هؤلاء الأطفال الحياة التعيسة التي جبلوا على العيش فيها. دييجو الخامس من الأخوة الثمانية كان واحدا ممن تعودوا الركض وراء الكرة في شوارع بيونس آيرس الفقيرة التي لم تكن تفصلها عن الأحياء الفاحشة الثراء إلا أميال قليلة.
كان نبوغ هذا الأعسر عجيبا وبتميزه تأكد الجميع في ذلك المحيط من ولادة نجم كبير في عالم كرة القدم. لم يكن من الغريب أن تحمله موهبته ليلعب في أحد الأندية الكبيرة في الأرجنتين لأن لا أحد من الصغار الذي كانوا يلعبون معه كان قادرا على مجابهته فمواهبه أثارت كل من رآه حتى مدربه الذي كان يدير فريقا صغيرا في ذلك الحي ذهل عندما شاهده يلعب لأول مرة وقال عنه: (أنا لم أر لاعبا في حياتي يتلاعب بالكرة مثل ما يفعل هذا الفتى). صوره وهو يداعب الكرة بحذاء ممزق وبقميص بال في ذلك الحي الذي يخشى الجميع الاقتراب منه كان السبيل للخروج من ذلك المكان وكان الشاهد الدائم على عبقرية دييجو الذي لم يتجاوز في تلك اللحظات أعوامه الخمسة عشر.
بداية مبهرة.... خيبة أمل.... والوصول إلى القمة:
كان من الصعب أن تبقى موهبة كهذه بعيدة عن أنظار العالم وكان من حظ أرجنتينيوس جونيورز أن ظفر بدييجو قبل الآخرين في عام 1976. بدأ مارادونا مسيرته الحقيقية مبكرا وهو ابن السادسة عشر في الفريق الأول لأن لا أحد من كل نجوم الفريق كان قادرا على إبقاءه احتياطيا. عام أول مذهل مع ناديه الجديد أوصله مباشرة للمنتخب الذي كان زاخرا بأسماء باساريللا وكيمبس والكثير ممن يكبرونه سنا.
http://www.vivadiego.com/aj8.jpg
عندما حانت ساعة الحقيقة لاختيار اللاعبين الذين سيلعبون باسم الأرجنتين في المونديال لم يدر بخلد دييجو الصغير أن مينوتي مدرب المنتخب في ذلك الوقت يخبئ له خبرا صاعقا و مؤلما لم يتوقع سماعه. (دييجو صغير و نحيل ولا يستطيع تحمل الضغوط التي سيواجهها اللاعبون في المونديال) تلك كانت كلمات مينوتي التي برر بها عدم اختيار مارادونا لمنتخبه الذي فاز بعد ذلك بكأس العالم. بكى مارادونا من الألم الذي حرمه من حمل أول إنجاز كبير في حياته، الآخرون لم يتذكروه لأن أحدا لم يشك بقدرة الأرجنتين في الفوز بالمونديال بدونه. إحباط عدم الثقة بمواهبه لم يثنه عن العودة مع نفس الرجل(مينوتي) للفوز بكأس العالم للشباب في اليابان بعد عام واحد وبشيء وصف بأن أحدا من الناشئة لم يقدمه أبدا. كان من الواضح أن هذا اللاعب بالتحديد سيكون ممن سيكتبون تاريخ اللعبة من جديد فالكرة كانت كمن يتحدث بين قدميه.
مع أرجنتينيوس جونيورز لعب مارادونا أربعة مواسم غنية بالإبداع فلقد كان يلعب دوما للمتعة والجمهور لم يكن يطلب منه إلا تقديم ما يعجز عن تقديمه سواه. بوكا جونيورز كان يتوق منذ زمن لاقتناء هذه الجوهرة الثمينة ولم يجد حرجا في دفع أربعة ملايين دولار لاطلاق سراحه وليكون النجم الأول لملعب لابونبينيرا الشهير. تقلد دييجو الشارة وارتدى قميص ناديه وبالرقم الذي اعتاد على حمله لينثر فنونه في كل مكان في ذلك العام. عام واحد قضاه مع بوكا ولكنه كان كافيا لتسجيل 28 هدفا يتحدث كل منها عن روعة وإبداع دييجو. لم يكن لدى أحد أي شك بأن مارادونا سيطوي فيما تبقى من سنواته كل الأرقام والإنجازات بموهبته ليعتلي عرش كرة القدم وحده.
http://www.vivadiego.com/boca81.jpg
مونديال للدموع في إسبانيا:
في عام 82 لم يكن مينوتي يتوسم في كل نجومه الذين فاز بهم قبل أربع سنوات بكأس العالم شيئا أكثر مما كان يتمنى أن يقوم به مارادونا. الأرجنتين توجهت لأسبانيا والحرب في جزر الفوكلاند كانت حاضرة في أعين لاعبيها. العالم بأسره انتظر ذلك المبهر الذي توعد به الأرجنتينيون كل من تطاول على انتزاع اللقب منهم.
سحره كان حاضرا كالمعتاد.... رقصته أتقنها في كل مرة لامست قدماه الكرة.... اللكمات والسقطات لم تنل من لاعب آخر مثل ما نالته. كان مبهرا وخياليا ولكن دون كفاءة فهو ما زال يلعب ليؤدب المدافعين وليسخر منهم.... وليمتع الجمهور الذي لا يكترث كثيرا إن فاز فريقه أو لم يفز لأنهم على موعد مع ما لا يرونه مع أحد غيره. البرازيل كانت في أجمل ثيابها والمذهلون كانوا كثر في منتخب لم يسبق أن شهده تاريخ اللعبة إلا عندما فاز البرازيليون عام 1970 بكأس العالم. حنق مارادونا على تخاذل زملائه وعجزهم عن الصمود أمام سيل الإبداع البرازيلي الذي رمى به وبفريقه خارج البطولة بعد طرده في تلك المباراة.
انتهت بطولة ثانية لكأس العالم بخيبة أخرى لدييجو وللأرجنتين التي فقدت اللقب الثمين ويا للعجب بحضور من كان الجميع يؤمن بالقدرة على الفوز في وجوده. مارادونا أفاق أخيرا وفي تلك البطولة على حقيقة لم يدركها إلا متأخرا.... الأجمل قد لا يكون الأفضل دائما. وعلى نفس المنوال نسج البرازيليون حينما ضاع سحرهم في لحظات من الجلد الإيطالي فشربوا من نفس الكأس التي أذاقوها لمارادونا في نفس البطولة. خاتمة حزينة لم يبددها إلا لهفة الجميع على انتزاع النجم الذي بدد أحلام بلاده في الحفاظ على زعامة الكرة في العالم. مارادونا أصبح أكثر الأسماء طلبا في أوروبا وبرشلونة هو من ظفر به أخيرا.
http://usuarios.tripod.es/camisa10/S26.jpg
عقد خيالي وسنتان مريرتان في برشلونة:
لم يستطع برشلونة أن يقاوم إغراء ما كان يقدمه ذلك اللاعب من مواهب وبوكا جونيورز لم يستطع إبقاءه أكثر مما قضاه في الدوري الأرجنتيني فمواهبه لم تكن خافية عن عيون صائدي النجوم للأندية الأوروبية خاصة بعد انبهار العالم به. رحل النجم الجديد لبرشلونة واستقبل فيها كمن سينهي أسطورة الريال الذي أوجع غريمه بغزارة ما اصطاده من بطولات.
ابن الثانية والعشرين ربيعا أصبح أغلى لاعب في العالم بعقده الذي تجاوز ثمانية ملايين دولار. مع الفريق الكاتالوني قدم مارادونا لوحات لا تنسى في تاريخه الكروي، و إن كان الجميع يستشهد دوما بما كان يفعله مع نابولي فان ما أظهره مع برشلونة لم يكن أقل روعة وجمالا. تألق وكان بحق اللاعب الذي يمكن الوثوق به لفعل أي شيء، برشلونة لم يكن قادرا قبل ذلك على وضع كتفه بكتف الريال ولكن مارادونا غير ذلك المفهوم وألغى مبادئ التفوق المطلق لنادي العاصمة الكبير. في أول مواسمه أهدى لناديه كأس إسبانيا وفوق ذلك أعد الجميع في كاتالونيا لتتويجه بطلا وحيدا للكرة في أجمل عصورها.
ولكن وفي العام الذي تلاه لم يكن جويكوتشيا لاعب أتليتيكو بيلباو تحت تأثير التنويم المارادوني في اللقاء ضد برشلونة فانطلق كمن يفيق من سبات عميق ليحطم قلوب الجماهير العاشقة للفن والإبداع قبل أن يحطم قدم مارادونا. ولأنه كان على حافة اليأس بعد إصابة أقعدته عن احتضان محبوبته كان لابد من وجهة أخرى تعيد له رغبة زرع الفرح في النفوس المجنونة بفنه من جديد. الهروب من برشلونة كان السبيل الوحيد لانتشاله من حالة الإحباط التي كادت أن تنهي كل شيء بالنسبة له. الأطباء أكدوا في أولى أيام إصابته باستحالة عودته للكرة من جديد ولكن شيئا من ذلك لم يحدث لأنه عاد فيما يشبه المعجزة مما ظن أنه سيكون النهاية.
الجنة في أحضان نابولي:
نابولي لم يكن الوجهة التي يقصدها أي باحث عن مجد كروي. نادي المدينة الفقيرة ابتدع نهجا لم يسبقه إليه أي فريق آخر، فعندما أراد مسئولو نابولي جلب مارادونا لناديهم لم يكن بحوزتهم سبعة ملايين ونصف يطلقون بها سراحه من برشلونة. أعلنوا على جمهورهم بأنهم إن أرادوا رؤية عبقري الكرة بشعارهم فعليهم جمع هذا المبلغ بأنفسهم!!! وبالفعل أتى مارادونا إلى المدينة الفقيرة والتي لم يكن ناديها في يوم من الأيام ندا لأندية العاصمة والشمال الغنية.
عام 1984 كان الولادة الحقيقية لنابولي فمارادونا ثأر بقميص ناديه من كل ما عاناه من مآس وخيبات خلال سنواته الثمان التي سبقت قدومه لنابولي. عام واحد فقط كان كافيا لإعداد النفوس لانطلاق نابولي الحلم، ففي العام الذي تلاه توج دييجو أخيرا تاريخه بأول ألقاب بطولات الدوري فيما يشبه الخيال. الإنجاز أصاب البعض بالجنون فحتى المقابر لم تسلم من الأفراح التي اجتاحت المدينة الساحلية، أحد هؤلاء علق في أحد المقابر لوحة تقول: (أفيقوا.... فأنتم لا تدرون ماذا فاتكم)؟!!
كتابة التاريخ:
المونديال المكسيكي كان أفضل ما يمكن أن نختبر به نجوم هذا القرن. زيكو الساحر ومنتخب سانتانا الذي لم يغب فيه أي من نجوم 1982. الظاهرة الفريدة بلاتيني برفقة منتخب لم تنجب فرنسا مثله، رومينيجيه وكتيبة بيكنباور المذهلة. إيطاليا بنسخة مطورة من منتخب 1982 وبوجود روسي ورفاقه، الأسد الإنجليزي بقيادة الفتى الذهبي لينكر. الكل كان حاضرا لإثبات تفوقه وبحشد من النجوم في كل فريق إلا الأرجنتين. منتخب كارلوس بيلاردو ارتضى أن يكون لا شيء بدون دييجو فهو كان الفريق بأكمله.
وزع الجميع أهواءه بين هذا وذاك من النجوم إلا مارادونا فالكل أجمع على أن لا أحد يلعب مثله. مونديال المكسيك كان موعدا لتقديم ما سيكون بعد ذلك التاريخ الذي تفاخر به اللعبة. مباريات كوريا وإيطاليا، بلغاريا وإنجلترا وبلجيكا أصبحت مراجع نادرة لمن يبحث عن المستحيل واللامعقول في عالم كرة القدم. بخلاف الأهداف الخمسة التي تفنن في مارادونا في تسجيلها مع فريقه كان في أدائه كمن يأتى من كوكب آخر للعب الكرة. لم نتعود أن نرى لاعبا في كل الأزمنة يقوم بمفرده مقام فريق بأكمله إلا مع هذا اللاعب. الأرجنتين أو مارادونا على الأرجح استحق الفوز بكأس العالم واستحق أن يكون الأفضل بلا جدال.
طموح جديد وصراع مع فارس عنيد:
بعد العودة متوجا بكل شيء من المكسيك كان من غير المنطقي ألا ينهض نابولي ببطله لمراتب أعلى من مجرد الفوز بالسكوديتو. ولكن الإجهاد الكبير الذي كان عليه لم يسمح له ولناديه إلا بالفوز بكأس إيطاليا. في تلك الأثناء بدأ ميلان في إرساء إمبراطوريته التي أطبقت على كل الألقاب في إيطاليا وأوروبا بعد ذلك. عام آخر بدون ألقاب لمارادونا ولكن الأهم من ذلك كان باستن الذي أصبح ينازعه الزعامة بعد تألقه مع ميلان و منتخب هولندا في أوروبا 88.
لا يمكن تفسير حالة الكسل التي ظهر بها مارادونا بعد عام 1986 إلا بالملل وانتفاء المنافسين الذي يستثيرونه على اللعب كما اعتاد. ولكن ماركو فان باستن وميلان حركا فيه ذلك الشعور فالصحافة بدأت تلمز بل وتجاهر في أحيان أخرى بقدرة باستن على الوقوف ندا له. مارادونا كان كمن يفعل المستحيل ليفوز بالقليل أما باستن فلقد فرش طريقه بالورود لأن ميلان كان مذهلا في أوروبا والألقاب الكبيرة عند الأوروبيون لا تعطى إلا لأبناء القارة العجوز. فاز باستن مرتين بلقب أفضل لاعب أوروبي على مرأى ومسمع من مارادونا الذي كان لا يضاهيه أحد في المراوغة والتسجيل.
في عام 1989 ثار مارادونا على كل شيء وسجل اسم ناديه ولأول مرة في تاريخ أبطال أوروبا الكبار بالفوز بكأس الاتحاد الأوروبي أمام شتوتجارت وفي وجود نجمه الكبير كلينسمان. هذا الإنجاز أعاد فتيل المنافسة بين النجمين وأصبح الصراع متكافئا فمارادونا قادر في كل الأحوال على الظهور كبيرا مهما تقدم به العمر. ولم يكتف بذلك بل أكمل إبهاره بالفوز مجددا بالسكوديتو للمرة الثانية عام 1990 بعد صراع مثير مع ميلان ليكتب مجددا تفوقه مع نابولي وبقليل من النجوم ككاريكا واليماو وفيرارا في مواجهة ميلان الذهبي الذي سنتعب من عد نجومه لو أردنا عدهم. الفوز بأقوى البطولات كان خير إعداد للعب في كأس العالم والذي تشاء الصدف أن يكون في مكان يعرفه جيدا. إيطاليا هي من سيستضيف كأس العالم وليس من مكان أفضل من نابولي يمكن أن يلعب عليه مارادونا ورفاقه.
نهاية الجزء الأول...............
http://news.bbc.co.uk/olmedia/1550000/images/_1550728_maradona300.jpg
أخوكم
هيرو_لازيو
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم:.
للأرجنتينيين مع كرة القدم عشق لا ينتهي، فإن كانت للآخرين حبا ومتعة فهي لهم جنون وشغف لا مثيل له. و إن جاز لنا أن نوزع أهواءنا في عشق من يركل الكرة في مشارق الأرض ومغاربها فإننا لن نختلف بأنهم أفضل من يرقص بها، كيف لا وهم راقصو التانجو. كان لا بد لمحيط يتنسم فيه الأرجنتينيون الكرة بدلا من الهواء أن ينجب رموزا يذكرون في كل مرة تذكر فيها كرة القدم. لمن لا يرون إلا بألوان لون السماء البراقة ولمن يتسمرون إنصاتا حينما يشرع العازفون بموسيقاهم التي لا يجيدها أحد سواهم... هذه مقطوعات لبعض من يجيد العزف على أوتار الكرة كما يجيد العازف اللعب بآلته.
مارادونا.... الأسطورة المشوهة
أبلغ ما يمكن أن يقال بأن كرة القدم بدأت بمارادونا وانتهت به. وإن كان بمقدورنا أن نعد قوائم عباقرة الكرة في التاريخ فإن دييجو أرماندو مارادونا سيكون الأول ومن بعده بمراتب من نجمع أو نختلف على عبقريتهم الكروية. هو استثناء لا يمكن أن يقدح في تفرده بمزايا الإبداع الكروي أيا كان. إن أحببته أو أبغضت فيه مساوئه فإنك لن تجد في النهاية لمثل موهبته وقدرته المبهرة على إخضاع الكرة بين قدميه شبيها.
أعجب ما قيل عن مارادونا بأنه أفسد اللعبة؟!!! لأنه أثبت أن كرة القدم ليست لعبة الأحد عشر لاعبا كما كنا ننظر إليها، معه كان لمفهوم الفريق معنى آخر فهو كان بمفرده أحد عشر لاعبا أو يزيد. مارادونا اختزل مواهب اللاعبين جميعا وأعطى لكل واحد منهم شيئا من فنه وموهبته. فمن كان يرى في نجمه شيئا من تفرد فإن الله سبحانه قد حبى هذا اللاعب بمواهب لن يجود الزمان بمثلها، ولذلك كان دائما من يضرب به المثل في المهارة والموهبة في هذه اللعبة.
قصته أصبحت مثالا لقمة الجمال والقبح في آن واحد. ولأنه كان فريدا في إبداعه داخل الميدان كان لابد من صياغة حياة لا تقل إثارة وتعاسة في أحيان كثيرة، كل المبدعين لا نتذكر إلا فنونهم إلا هذا الرجل فنزواته وجنونه كانا يسبقان روعته دائما. ما أكثر ما أحبطنا وخيب آمالنا ولكنه نجح دوما في جعلنا نثق به مرة تلو الأخرى.... لا لشيء سوى أنه كان الوحيد الذي أعاد اختراع اللعبة من جديد.
http://news.bbc.co.uk/olmedia/1560000/images/_1564976_maradona300.jpg
(البؤس توأم للنبوغ).... في هذه اللعبة فقط؟!!
أصبح من المعتاد أن نقرأ قصص النجاح المبهر بعد حياة بائسة وخاصة لأبطال هذه اللعبة، وبطلنا لم يكن شاذا عن هذه القاعدة فلقد ولد في محيط الغني فيه هو من يستطيع تأمين وجبة واحدة لعائلته. في قرية فيوريتو التي لا تبعد كثيرا عن العاصمة ولد دييجو في 30 أكتوبر من عام 1960 . ثمانية من الأخوة كانوا يتنازعون ما يؤمنه لهم النجار الفقير الذي لم يملك في يوم من الأيام شيئا أكبر من غرفتين يأوي فيهما أبناءه. الكرة والكرة فقط كانت الشيء الوحيد الذي قد ينسى هؤلاء الأطفال الحياة التعيسة التي جبلوا على العيش فيها. دييجو الخامس من الأخوة الثمانية كان واحدا ممن تعودوا الركض وراء الكرة في شوارع بيونس آيرس الفقيرة التي لم تكن تفصلها عن الأحياء الفاحشة الثراء إلا أميال قليلة.
كان نبوغ هذا الأعسر عجيبا وبتميزه تأكد الجميع في ذلك المحيط من ولادة نجم كبير في عالم كرة القدم. لم يكن من الغريب أن تحمله موهبته ليلعب في أحد الأندية الكبيرة في الأرجنتين لأن لا أحد من الصغار الذي كانوا يلعبون معه كان قادرا على مجابهته فمواهبه أثارت كل من رآه حتى مدربه الذي كان يدير فريقا صغيرا في ذلك الحي ذهل عندما شاهده يلعب لأول مرة وقال عنه: (أنا لم أر لاعبا في حياتي يتلاعب بالكرة مثل ما يفعل هذا الفتى). صوره وهو يداعب الكرة بحذاء ممزق وبقميص بال في ذلك الحي الذي يخشى الجميع الاقتراب منه كان السبيل للخروج من ذلك المكان وكان الشاهد الدائم على عبقرية دييجو الذي لم يتجاوز في تلك اللحظات أعوامه الخمسة عشر.
بداية مبهرة.... خيبة أمل.... والوصول إلى القمة:
كان من الصعب أن تبقى موهبة كهذه بعيدة عن أنظار العالم وكان من حظ أرجنتينيوس جونيورز أن ظفر بدييجو قبل الآخرين في عام 1976. بدأ مارادونا مسيرته الحقيقية مبكرا وهو ابن السادسة عشر في الفريق الأول لأن لا أحد من كل نجوم الفريق كان قادرا على إبقاءه احتياطيا. عام أول مذهل مع ناديه الجديد أوصله مباشرة للمنتخب الذي كان زاخرا بأسماء باساريللا وكيمبس والكثير ممن يكبرونه سنا.
http://www.vivadiego.com/aj8.jpg
عندما حانت ساعة الحقيقة لاختيار اللاعبين الذين سيلعبون باسم الأرجنتين في المونديال لم يدر بخلد دييجو الصغير أن مينوتي مدرب المنتخب في ذلك الوقت يخبئ له خبرا صاعقا و مؤلما لم يتوقع سماعه. (دييجو صغير و نحيل ولا يستطيع تحمل الضغوط التي سيواجهها اللاعبون في المونديال) تلك كانت كلمات مينوتي التي برر بها عدم اختيار مارادونا لمنتخبه الذي فاز بعد ذلك بكأس العالم. بكى مارادونا من الألم الذي حرمه من حمل أول إنجاز كبير في حياته، الآخرون لم يتذكروه لأن أحدا لم يشك بقدرة الأرجنتين في الفوز بالمونديال بدونه. إحباط عدم الثقة بمواهبه لم يثنه عن العودة مع نفس الرجل(مينوتي) للفوز بكأس العالم للشباب في اليابان بعد عام واحد وبشيء وصف بأن أحدا من الناشئة لم يقدمه أبدا. كان من الواضح أن هذا اللاعب بالتحديد سيكون ممن سيكتبون تاريخ اللعبة من جديد فالكرة كانت كمن يتحدث بين قدميه.
مع أرجنتينيوس جونيورز لعب مارادونا أربعة مواسم غنية بالإبداع فلقد كان يلعب دوما للمتعة والجمهور لم يكن يطلب منه إلا تقديم ما يعجز عن تقديمه سواه. بوكا جونيورز كان يتوق منذ زمن لاقتناء هذه الجوهرة الثمينة ولم يجد حرجا في دفع أربعة ملايين دولار لاطلاق سراحه وليكون النجم الأول لملعب لابونبينيرا الشهير. تقلد دييجو الشارة وارتدى قميص ناديه وبالرقم الذي اعتاد على حمله لينثر فنونه في كل مكان في ذلك العام. عام واحد قضاه مع بوكا ولكنه كان كافيا لتسجيل 28 هدفا يتحدث كل منها عن روعة وإبداع دييجو. لم يكن لدى أحد أي شك بأن مارادونا سيطوي فيما تبقى من سنواته كل الأرقام والإنجازات بموهبته ليعتلي عرش كرة القدم وحده.
http://www.vivadiego.com/boca81.jpg
مونديال للدموع في إسبانيا:
في عام 82 لم يكن مينوتي يتوسم في كل نجومه الذين فاز بهم قبل أربع سنوات بكأس العالم شيئا أكثر مما كان يتمنى أن يقوم به مارادونا. الأرجنتين توجهت لأسبانيا والحرب في جزر الفوكلاند كانت حاضرة في أعين لاعبيها. العالم بأسره انتظر ذلك المبهر الذي توعد به الأرجنتينيون كل من تطاول على انتزاع اللقب منهم.
سحره كان حاضرا كالمعتاد.... رقصته أتقنها في كل مرة لامست قدماه الكرة.... اللكمات والسقطات لم تنل من لاعب آخر مثل ما نالته. كان مبهرا وخياليا ولكن دون كفاءة فهو ما زال يلعب ليؤدب المدافعين وليسخر منهم.... وليمتع الجمهور الذي لا يكترث كثيرا إن فاز فريقه أو لم يفز لأنهم على موعد مع ما لا يرونه مع أحد غيره. البرازيل كانت في أجمل ثيابها والمذهلون كانوا كثر في منتخب لم يسبق أن شهده تاريخ اللعبة إلا عندما فاز البرازيليون عام 1970 بكأس العالم. حنق مارادونا على تخاذل زملائه وعجزهم عن الصمود أمام سيل الإبداع البرازيلي الذي رمى به وبفريقه خارج البطولة بعد طرده في تلك المباراة.
انتهت بطولة ثانية لكأس العالم بخيبة أخرى لدييجو وللأرجنتين التي فقدت اللقب الثمين ويا للعجب بحضور من كان الجميع يؤمن بالقدرة على الفوز في وجوده. مارادونا أفاق أخيرا وفي تلك البطولة على حقيقة لم يدركها إلا متأخرا.... الأجمل قد لا يكون الأفضل دائما. وعلى نفس المنوال نسج البرازيليون حينما ضاع سحرهم في لحظات من الجلد الإيطالي فشربوا من نفس الكأس التي أذاقوها لمارادونا في نفس البطولة. خاتمة حزينة لم يبددها إلا لهفة الجميع على انتزاع النجم الذي بدد أحلام بلاده في الحفاظ على زعامة الكرة في العالم. مارادونا أصبح أكثر الأسماء طلبا في أوروبا وبرشلونة هو من ظفر به أخيرا.
http://usuarios.tripod.es/camisa10/S26.jpg
عقد خيالي وسنتان مريرتان في برشلونة:
لم يستطع برشلونة أن يقاوم إغراء ما كان يقدمه ذلك اللاعب من مواهب وبوكا جونيورز لم يستطع إبقاءه أكثر مما قضاه في الدوري الأرجنتيني فمواهبه لم تكن خافية عن عيون صائدي النجوم للأندية الأوروبية خاصة بعد انبهار العالم به. رحل النجم الجديد لبرشلونة واستقبل فيها كمن سينهي أسطورة الريال الذي أوجع غريمه بغزارة ما اصطاده من بطولات.
ابن الثانية والعشرين ربيعا أصبح أغلى لاعب في العالم بعقده الذي تجاوز ثمانية ملايين دولار. مع الفريق الكاتالوني قدم مارادونا لوحات لا تنسى في تاريخه الكروي، و إن كان الجميع يستشهد دوما بما كان يفعله مع نابولي فان ما أظهره مع برشلونة لم يكن أقل روعة وجمالا. تألق وكان بحق اللاعب الذي يمكن الوثوق به لفعل أي شيء، برشلونة لم يكن قادرا قبل ذلك على وضع كتفه بكتف الريال ولكن مارادونا غير ذلك المفهوم وألغى مبادئ التفوق المطلق لنادي العاصمة الكبير. في أول مواسمه أهدى لناديه كأس إسبانيا وفوق ذلك أعد الجميع في كاتالونيا لتتويجه بطلا وحيدا للكرة في أجمل عصورها.
ولكن وفي العام الذي تلاه لم يكن جويكوتشيا لاعب أتليتيكو بيلباو تحت تأثير التنويم المارادوني في اللقاء ضد برشلونة فانطلق كمن يفيق من سبات عميق ليحطم قلوب الجماهير العاشقة للفن والإبداع قبل أن يحطم قدم مارادونا. ولأنه كان على حافة اليأس بعد إصابة أقعدته عن احتضان محبوبته كان لابد من وجهة أخرى تعيد له رغبة زرع الفرح في النفوس المجنونة بفنه من جديد. الهروب من برشلونة كان السبيل الوحيد لانتشاله من حالة الإحباط التي كادت أن تنهي كل شيء بالنسبة له. الأطباء أكدوا في أولى أيام إصابته باستحالة عودته للكرة من جديد ولكن شيئا من ذلك لم يحدث لأنه عاد فيما يشبه المعجزة مما ظن أنه سيكون النهاية.
الجنة في أحضان نابولي:
نابولي لم يكن الوجهة التي يقصدها أي باحث عن مجد كروي. نادي المدينة الفقيرة ابتدع نهجا لم يسبقه إليه أي فريق آخر، فعندما أراد مسئولو نابولي جلب مارادونا لناديهم لم يكن بحوزتهم سبعة ملايين ونصف يطلقون بها سراحه من برشلونة. أعلنوا على جمهورهم بأنهم إن أرادوا رؤية عبقري الكرة بشعارهم فعليهم جمع هذا المبلغ بأنفسهم!!! وبالفعل أتى مارادونا إلى المدينة الفقيرة والتي لم يكن ناديها في يوم من الأيام ندا لأندية العاصمة والشمال الغنية.
عام 1984 كان الولادة الحقيقية لنابولي فمارادونا ثأر بقميص ناديه من كل ما عاناه من مآس وخيبات خلال سنواته الثمان التي سبقت قدومه لنابولي. عام واحد فقط كان كافيا لإعداد النفوس لانطلاق نابولي الحلم، ففي العام الذي تلاه توج دييجو أخيرا تاريخه بأول ألقاب بطولات الدوري فيما يشبه الخيال. الإنجاز أصاب البعض بالجنون فحتى المقابر لم تسلم من الأفراح التي اجتاحت المدينة الساحلية، أحد هؤلاء علق في أحد المقابر لوحة تقول: (أفيقوا.... فأنتم لا تدرون ماذا فاتكم)؟!!
كتابة التاريخ:
المونديال المكسيكي كان أفضل ما يمكن أن نختبر به نجوم هذا القرن. زيكو الساحر ومنتخب سانتانا الذي لم يغب فيه أي من نجوم 1982. الظاهرة الفريدة بلاتيني برفقة منتخب لم تنجب فرنسا مثله، رومينيجيه وكتيبة بيكنباور المذهلة. إيطاليا بنسخة مطورة من منتخب 1982 وبوجود روسي ورفاقه، الأسد الإنجليزي بقيادة الفتى الذهبي لينكر. الكل كان حاضرا لإثبات تفوقه وبحشد من النجوم في كل فريق إلا الأرجنتين. منتخب كارلوس بيلاردو ارتضى أن يكون لا شيء بدون دييجو فهو كان الفريق بأكمله.
وزع الجميع أهواءه بين هذا وذاك من النجوم إلا مارادونا فالكل أجمع على أن لا أحد يلعب مثله. مونديال المكسيك كان موعدا لتقديم ما سيكون بعد ذلك التاريخ الذي تفاخر به اللعبة. مباريات كوريا وإيطاليا، بلغاريا وإنجلترا وبلجيكا أصبحت مراجع نادرة لمن يبحث عن المستحيل واللامعقول في عالم كرة القدم. بخلاف الأهداف الخمسة التي تفنن في مارادونا في تسجيلها مع فريقه كان في أدائه كمن يأتى من كوكب آخر للعب الكرة. لم نتعود أن نرى لاعبا في كل الأزمنة يقوم بمفرده مقام فريق بأكمله إلا مع هذا اللاعب. الأرجنتين أو مارادونا على الأرجح استحق الفوز بكأس العالم واستحق أن يكون الأفضل بلا جدال.
طموح جديد وصراع مع فارس عنيد:
بعد العودة متوجا بكل شيء من المكسيك كان من غير المنطقي ألا ينهض نابولي ببطله لمراتب أعلى من مجرد الفوز بالسكوديتو. ولكن الإجهاد الكبير الذي كان عليه لم يسمح له ولناديه إلا بالفوز بكأس إيطاليا. في تلك الأثناء بدأ ميلان في إرساء إمبراطوريته التي أطبقت على كل الألقاب في إيطاليا وأوروبا بعد ذلك. عام آخر بدون ألقاب لمارادونا ولكن الأهم من ذلك كان باستن الذي أصبح ينازعه الزعامة بعد تألقه مع ميلان و منتخب هولندا في أوروبا 88.
لا يمكن تفسير حالة الكسل التي ظهر بها مارادونا بعد عام 1986 إلا بالملل وانتفاء المنافسين الذي يستثيرونه على اللعب كما اعتاد. ولكن ماركو فان باستن وميلان حركا فيه ذلك الشعور فالصحافة بدأت تلمز بل وتجاهر في أحيان أخرى بقدرة باستن على الوقوف ندا له. مارادونا كان كمن يفعل المستحيل ليفوز بالقليل أما باستن فلقد فرش طريقه بالورود لأن ميلان كان مذهلا في أوروبا والألقاب الكبيرة عند الأوروبيون لا تعطى إلا لأبناء القارة العجوز. فاز باستن مرتين بلقب أفضل لاعب أوروبي على مرأى ومسمع من مارادونا الذي كان لا يضاهيه أحد في المراوغة والتسجيل.
في عام 1989 ثار مارادونا على كل شيء وسجل اسم ناديه ولأول مرة في تاريخ أبطال أوروبا الكبار بالفوز بكأس الاتحاد الأوروبي أمام شتوتجارت وفي وجود نجمه الكبير كلينسمان. هذا الإنجاز أعاد فتيل المنافسة بين النجمين وأصبح الصراع متكافئا فمارادونا قادر في كل الأحوال على الظهور كبيرا مهما تقدم به العمر. ولم يكتف بذلك بل أكمل إبهاره بالفوز مجددا بالسكوديتو للمرة الثانية عام 1990 بعد صراع مثير مع ميلان ليكتب مجددا تفوقه مع نابولي وبقليل من النجوم ككاريكا واليماو وفيرارا في مواجهة ميلان الذهبي الذي سنتعب من عد نجومه لو أردنا عدهم. الفوز بأقوى البطولات كان خير إعداد للعب في كأس العالم والذي تشاء الصدف أن يكون في مكان يعرفه جيدا. إيطاليا هي من سيستضيف كأس العالم وليس من مكان أفضل من نابولي يمكن أن يلعب عليه مارادونا ورفاقه.
نهاية الجزء الأول...............
http://news.bbc.co.uk/olmedia/1550000/images/_1550728_maradona300.jpg
أخوكم
هيرو_لازيو