المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا بعد الفضيحه ،، هزيمة الكويت 0 - 4 من كوريا ج


ناصر بدر
06-12-2005, 07:40 PM
http://www.alwatan.com.kw/images/fr3-050611.pc.jpg


بعد فوز الكويت بكأس الخليج الـ14 في البحرين عام 1998 قال رئيس الاتحاد آنذاك ووزير الطاقة الحالي الشيخ احمد فهد الاحمد الصباح ان مستقبل الرياضة مظلم! ضحكنا وظننا أن الشيخ يبالغ. بعدها تأهل منتخبنا الى سيدني، وفاز على التشيك بطل اوروبا 3/2 فهتفت الحناجر وتعالت الاصوات مشيدة بالشيخ احمد الفهد ومطالبة اياه بالاستمرار في قيادة دفة الاتحاد رغم مسؤولياته السياسية الكبيرة وعدنا نتهكم على تحذيراته بأن مستقبل الرياضة مظلم!


ثم بدأت النكسة في الرياض سنة 2001 في كأس الخليج ثم كأس الخليج 2003 في الكويت فتعالت الاصوات نفسها مطالبة بابتعاد الشيخ احمد الفهد عن الرياضة ومحذرة من الجمع بينها وبين السياسة ثم عادت تطالب بإعادة هيكلة نظام الاتحاد وجعل مجلس ادارته مكونا من عضو لكل ناد ثم اتت الان وبعد الهزيمة النكراء الاخيرة لتشير بإصبع الاتهام نحو كل ابناء الاسرة الحاكمة في الرياضة.


اخذت هذه الاصوات تتباكى على ايام عز الرياضة الكويتية بقيادة احمد السعدون وعبدالعزيز المخلد وبراك المرزوق، نسوا الشهيد فهد الاحمد ونسوا انجازات الشيخ احمد الفهد والشيخ احمد الجابر في التنس والشيخ طلال الفهد في نادي القادسية والشيخ خليفة العبدالله في التايكوندو والشيخ خالد العبدالله في الكاراتيه والشيخ خالد البدر في السباحة والشيخ سلمان الصباح في الرماية ونسوا انجازات ما يسمونه بـ (تكتلهم) في اتحادات اليد والاسكواش والطاولة والمبارزة.


جعلوا من «الشيخ» رمزا لكل ما هو خطأ في الرياضة وكأن الشيوخ هم الذين تسببوا في نقص المنشآت وضعف الميزانيات وعدم تطبيق قانون التفرغ وعدم تطبيق الاحتراف واهمال دور المدارس وعدم تعاون الجامعات والثانويات وجهات العمل مع اللاعبين.


متى ما حصل اخفاق كبير كما حصل يوم الاربعاء الماضي فإن مسؤول الاتحاد شيخا كان أم لم يكن يتحمل نتائج هذا الاخفاق ويجب ان يحاسب فنحن ندعو الى تحميل مجلس ادارة الاتحاد المسؤولية الكاملة تجاه ما حدث بل نطالبهم بالاستقالة فما حصل امر لا يرضى به أي غيور على سمعة الكويت.


ولكننا نرفض في الحين ذاته ان تستخدم مثل هذه الاخفاقات لضرب فئة معينة سعت الى مصلحة الكويت وعملت لأجلها وحققت لها الكثير.


فالاتحاد الكويتي لكرة القدم مرَّ على تاريخه الكثير من الرجالات الذين وضعوا لبنة فوق الاخرى في طريقهم لبناء صرح حضاري للكويت شرفها في المحافل الخارجية اكثر من مرة ورسم البهجة على اوجه المواطنين مرارا. بدأها العم جاسم القطامي حين ترأس اول مجلس ادارة للاتحاد فكان هذا هو الاساس ثم اتى عيسى الحمد واحمد السعدون ليضعا الكويت على قمة الكرة الخليجية ثم جاء الشيخ سلمان الحمود لفترة وجيزة تلاه الشهيد فهد الاحمد لينهض بالكويت من درجة التفوق الخليجي الى مرتبة السيادة الآسيوية فكانت كأس آسيا سنة 1980 وكأس العالم 1982 واولمبياد موسكو 1980 ثم أتى عصر الشيخ احمد الفهد... عصر كانت الكرة الكويتية قد اتت للتو من غزو اضرَّ بمنشآتها وهزَّ ثقة شبابها في ظل دعم متواضع في حين نرى المنشآت تشيد والاحتراف يطبق في جاراتنا الخليجية... رغم هذا كله وصلنا الى برشلونة 1992 وفزنا بفضية آسيا في تايلاند 1998 وفزنا بالبرونزية الاسيوية في هيروشيما 1994 ووصلنا الى قبل النهائي في كأس اسيا بالامارات 1996 وفزنا بكأس الخليج مرتين متتاليتين عامي 1996 و1998 وفزنا ببطولة غرب آسيا في عمان والبحرين ووصلنا سيدني و هزمنا التشيك بطل الامم الاوروبية.



ان كل هذه الانجازات لا تبرر ما حصل يوم الاربعاء الماضي.. الشيخ احمد اليوسف قدم الكثير للرياضة الكويتية منذ العام 1987 ولكن الاحداث الاخيرة تتطلب منه الابتعاد وخدمة الكويت من منبر آخر فالهزيمة كان لها وقعها على انفس اللاعبين والرياضيين وسائر الكويتيين.


ان تطور الرياضة الكويتية لن يكون بالاتيان بمعارك سياسية الى الرياضة ومحاربة الشيوخ ليست الحل... فالشيوخ قدموا للرياضة الكثير ويجب علينا ان نلتفت لمتقلبي الاراء هؤلاء ونلتفت الى اسباب الاخفاق الحقيقية ونراجعها ونعمل سويَّا على ازالة مسبباتها.

كيف لنا ان نطالب بان نستمر في قمة الكرة الخليجية التي تزعمناها في السبعينات حين كانت السعودية وعمان لا تجدان غير الملاعب الرملية لممارسة الكرة اما الان وبعد 30 سنة دعونا ننظر الى ملاعبهم والى ملاعبنا فمن المضحك المبكي ان ملعب نادي الكويت المتهالك الذي استضاف كأس الخليج سنة 1974 استضافها مرة اخرى سنة .2003

كيف نتوقع من ولي امر لاعب ان يسمح لابنه بالذهاب لنادي لممارسة رياضة لن تعود له بالفائدة وان يترك «مذاكرته ومستقبله».

كيف لنا ان نطالب بانجازات من لاعبين هواة لا تسمح لهم جهات عملهم بالسفر ولا تؤجل امتحاناتهم في مواجهة لاعبين محترفين يباعون ويشترون بالملايين.

كيف لنا ان نخلق قاعدة من اللاعبين في وقت تصرف فيه وزارة التربية ربع دينار على كل طالب سنويا في التربية البدنية.


الرياضة ليست شأنا بسيطا يفصل فيه حديث الدواوين بل الرياضة غدت علما معقدا يستدعي المتحدث بشأنه ان يكون ملما بجوانب عديدة لا ان يأتي كاتب سياسي مقيم في الولايات المتحدة يفتي ويتهم ويصدر صكوك الغفران في شأن لا ناقة له فيه ولا جمل.

ان الاصوات التي تطالب بابتعاد الشيوخ هي نفسها التي طالبت باقصاء كارلوس البرتو وسمته مدرب لياقة بدنية على لسان رئيس نادي الكويت الأسبق، اما رئيس نادي القادسية الأسبق فسمى لويس فيليب مدرب القادسية والمنتخب آنذاك بمدرب «كراجات» فما اسخر القدر اليوم وهذان المدربان كلا على حدة يقود فريق بلاده للفوز بكأس العالم في عامي 1994 و.2002


ان الرياضة الكويتية متى عولجت الاسباب ستعود وتنهض بفضل شباب غيور على بلده وقيادات نتمنى ان تكون متعاونة من شيوخ وغيرهم وهذا لن يحدث الا اذا تأكدنا من عزل الرياضة عن الخلافات السياسية فان كنا ككويتيين غير قادرين على نسيان خلافاتنا حتى في الرياضة فعلى بلدنا السلام.