المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الثقة بالنفس هي المستلزم الأول للأمور العظمى


The Leader
06-12-2004, 02:17 AM
الثقة بالنفس هي المستلزم الأول للأمور العظمى

الثقة بالنفس رأس كل ثقة واعظم ركن في حياة المرء بعد ثقته بالله...هذه القاوة الجبارة التي ترافق كل واحد منا حتى النفس الأخير
وهي إذا كانت كبيرة وكاملة تجعل من صاحبها فذاً من الأفذاذ وعلماً من الأعلام فيقوم بأعمال يعجز عنها من كانوا أقل ثقة في نفسوهم منه
والسقة بالنفس هي نقطة الأنطلاق في جميع نواحي الحياة ان الذين حلقوا في اعالي القضاء ونزلوا إلى اعماق البحار او الذين سهروا
الليالي الطوال واستمروا بالتجارب والاختبار والأسفار شهراً أثر شهراً وعاماً بعد عام سعياً وراء الحقائق العلمية ليكشفوا اسرار الطبيعة

ومن اكثر المباريات التي شهدتها المنافسات و البطولات العالمية كان فيها لعامل الثقة بالنفس دور إيجابي في تحديد النتائج المهمة
نرصد بعض ما أختزنته الذاكرة الكروية:-

الـثقة بالنفس عند حراس المرمى

حارس المرمى يشكل نصف الفريق مقولة اثبتت الوقائع صحتها دينوزوف حارس مرمى إيطاليا العملاق والذي تسبب في هزيمة فريقه
بمونديال الأرجنتين1978 هو نفسه الذي قاد فريقه لفوز بمونديال أسبانيا1982 وانتزع اعجاب العالم وصفق له بحرارة فقد قدم
دوره على اكمل وجه وتجاوز سن الأربعين وكأنه ابن العشرين وتم اختياره كأفضل حارس مرمى في المونديال المذكور عن ذلك قال:
(ان الثقة بالنفس هي من اسباب نجاحي وتألقي في كأس العالم ةلعبت خبرتي الطويلة دوراً بارزاً وكان من الطبيعي بعد هذا النجاح من
اختياري الأفضل مما يجعلني اكثر اعتزازاً بنفسي) والثقة تعني العمل الجاد والأخلاص وهو ماجسده حارس مرمى ومنتخب فرنسا
جول باتس في مونديال1986 وكان وراء فوز فريقه على البرازيل في دور نصف النهائي عندما صدا ضربة الجزاء لزيكو في اثناء
المباراة ثم تكن بصد ضربتين جزاء ترجـيـحـيـتـيـن ، يقول باتس(أنه لمن المؤكد الثقة العالية كفيلة بأن تمكن اللاعب من الصعود إلى
سلم المجد بخطى واثقة و اكيدة ان تجربتي تعتبر طويلة بالنسبة للآخرين فقد لعبت اكثر من 17 مباراة دولية ومنحتني الفرصة في
اكتشاف قدراتي الفنية وبالتالي زادتي ثقتي بتفسي وهذا وهو دليل نجاحي)

البرازيليون دفعوا ثمن الثقة الزائدة

والثقة الزائدة على الحد تعني هناك أخطاء في الحسابات ويكونها بينها و بين الغرور خيط رفيع وبسبب دفع البرازيليون ثمناً غالياً في
بطولات عالمية ففي مونديال فرنسا 1938 ولولا الحماقة التي ارتكبها مدرب الفريق بسبب الثقة الزائدة عندما ابعد اثنين من أخطر
لاعبيه في مباراة مع المنتخب الإيطالي في دور نصف النهائي لتأهلقت البرازيل لملاقاة المجر حيث قام المدرب البرازيلي بإبعاد كل من
ليونيداس ( هداف البطولة بـ8أهداف)وزميله تيم بسبب استخفافه بالفريق الإيطالي وكان ذلك المدرب يثق بفريقه اكثر من اللازم
لأحراز الفوز حتى انه لم يشرك أخطر لاعبيه لأعطائهم فرصة الراحة من أجل المباراة النهائية ولكن التمني شي و الواقع شي آخر
انهارت احلامه الذهبية بعد ان أشرك ثمانية لاعبين جدد من الأحتياط دون الأعتماد على التشكيلة الأساسية للفريق ولم يدرك بيمنتا
خطأه إلا بعد انتهاء المباراة 2-1 لصالح المنتخب الإيطالي وفي وقت كان فيه قانون الكرة لا يسمح بتبديل اللاعبين أثناء المباراة
وفي مونديال 1982 بإسبانيا لم تستطع اي صحيفة برازيلية ان توجه اللوم إلى المدرب سانتانا بعد خروج الفريق والقت باللائمة على
ثقة بعض اللاعبين الزائدة بأنفسهم وهو الأمر الذي اكده ساحر الكرة الأسبانية دي ستيفانو بالقول(ان الثقة الزائدة بالنفس هي التي حالت
دون وصول البرازيل إلى القمة)وعادت الكرة مرة ثانية عندما بكى البرازيليون بمرارة بعد خروج فريقيهم اما فرنسا في مونديال 1986
بفارق ضربات الجزاء وقد عزا نجم فريق جونيور خسارة فريقه بالقول بصراحة لم يصل منتخبنا إلى مستوى الذي كان عليه في مونديال
1982 فقد كنا في الماضي نملك الثقة بالنفس افضل من الذي نتمتع بها الآن وقد خرجت البرازيل من مونديال الأرجنتين1978
صفر اليدين بسبب فقدان الثقة الهجومية.

الكويت و السعودية...أيضاً

والثقة الزائدة دخلت في المنتخب الكويتي في مونديال1982فبعد أن ظهر افراده كيقوة فردية ضاربة يتمتعون بالياقة بدنية عاليم أمام
تشيكوسلوفاكيا 1-1 جائت مباراتهم مع فرنسا 1-4 لتشكل انتكاسة سببتها تلك المفرطة حيث أعتقد لاعبو الكويت ان نتيجة لقائهم
قد حسمت قبل أن يطلق الحكم الروسي صفارة البداية وتلك هي المحنة لقد كانت صدمة هزيمة مريرة.

أما المنتخب فمثل هذه الثقة الزائدة اصابت لاعبي الفريق السعودي في مونديال 2002 وكا الأعلام السعودي وراء خداع اللاعبين
ومفاصل اللعبة من إداريـيـن و مدربيـيـن وجمهور وتحمس بإندفاع مبالغ فيه من أن الفريق اسطاعته ان يصل إلى ابعد من الدور الثاني
رغم النقص الحاصل في اللياقة البدنية والمهارات وفي الجهاز التدريبي وبالتالي كانت الخسارة الثقيلة أمام ألمانيا 8-0 التي احدثت
حالة من الإحباط في الشارع السعودي.

دور المدربيـيـن

والمدرب أيضاً له دور في زرع الثقة بنفوس لاعبيه و مهمته هي وضع التدريبات المتدرجة وفقاً لقدرات اللاعب مما يكسبه اللياقة البدنية
العالية والقدرة على اداء المهارة بشكل سليم في فترة زمنية غير قصيرة .مدرب اليابان السابق الفرنسي فيليب تروسيه قال في بداية
عمله في المنتخب الياباني (أن اللاعبين اليابنيين لايثقون بأنفسهم ويتفادون تحمل مسؤولياتهم وفي وضع كهذا يكون من الصعب ان تزرع
بطلاً في قلب الفريق أنه من خصوصيات المجتمع الياباني)
ولكن بمرور الوقت نجح تروسييه في إخراج فريقه من الظل إلى الواجهة عندما فازوا في أمم أسيا 2000 والصعود إلى الدور الثاني
في مونديال2002.
ويقول شيشرون خطيب وكاتب روما(الثقة بالنفس هو ذلك الشعور الذي يجوب فيه الفكر في مجار كبيرة
ومشتركة يحدوه الأمل الأكيد و الأيمان بنفسه.
والمدرب ميتسو مدرب المنتخب السنغالي السابق في مونديال 2002 كشف في قدراته الكبيرة في تألق فريق الذي يعتبر فريق افقر
دولة في العالم وتمكن في توضيف الروح المعنوية وحب كرة القدم و الذكاء والطاعة العمياء للتعليمات والأتزام بالتدريب من قبل
اللاعبين لتكون من اهم العوامل التي اكسبتهم ثقة عالية في النفس ووتحقق لهم في إنجاز كبير في افتتاح المونديال بالفوز على فرنسا
1-0 لقد انتقضوا بقوة وزأروا بعنف الأسود ولقبوا كل التوقعات وساروا بنجاح نحو الدور الثاني وقد أبدى النجم الفريق الحاج ضيوف
رأيه بالفوز قائلاً(عندما تهزم أبطال العالم فمن الطبيعي ان تصعد الثقة في النفس إلى أعلى سقف ممكن وقبل مواجهة فرنسا كنا ندرك
أن بإمكاننا ان نحقق إنجاز نعم الفوز على فرنسا كان اكبر حافز لنا لنلعب مونديال بشكل رائع).

أخيراً أن الثقة بالنفس هي في واقع الأمر الخلفية الطبيعية للسير في طريق النجاح وهي غالباً ماتكون في البداية القوية المشجعة لتحقيق
الفوز والطموح سيظل دائماً المدخل الرئيسي إلى الأنجازات و الأعمال الخالدة ...وحتى يمكن للأنسان ان يصل إلى قمة النجاح
يجب ان تكون لديه الرغبة الصادقة و الطموح الدائم و الثقة بالنفس.