عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 09-21-2007, 05:47 AM   رقم المشاركة : 1
احمد الزهراني
 
الصورة الرمزية احمد الزهراني





احمد الزهراني غير متصل

احمد الزهراني will become famous soon enough


الــــوطــــن المـــــفــــقـــــود ..

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
تنظر الى وجهه تستقبلك عينيه الواسعتين، على جبينه ثلاث خطوط تمثل تجاعيد الزمن الغادر،هذا الوجه المتعب من الترحال ، ملامحه وتقاسيمه تتحالف مع الزمن ليظهر جليا، لم يكن ضياء ولا كان ترفا ذلك الشغف الطفولي الذي يطل من عينيه ولا تلك اللهفة التي في نظرته، انه ابن الواقع المؤلم وعصارة الجمال الوقتي الذي حفر خطوطه على ذلك الوجه المنهك من كثرة الترحال والغربة اللئيمة التي تغذي داخله ذلك الحنين الجارف الى الوطن المفقود. قد غادره منذ سنين ولكن الوطن لم يغادره بعد ، مازال يسكن روحه وقلبه، انه شبيه بذلك الطفل الذي اتى رغما عنه الى العالم بكل ما فيه من الالم والقهر والكرب والقليل من الاحترام ..

خيّط من الذكرى الحب والاشتياق والحنين والمعاناة .. حنين الى وطن فقده حتى قبل ان ياتي اليه .. اشتياق الى من فرقته عنه تلك المتجّبره... معاناة لا تستطيع ان تصفها الاقلام والالسنة .. ذكرى حملها على كتفيه طوال تلك السنين الجميلة! لكن الأن يتمزق شوقا بين مطرقتي البعد عن الوطن والاحباب والعشاق الذين احتضنوه ، يخفي بين طياته الم الترحال وعبق الاشتياق ال كل محتويات ذاكرته التي نسجها في سنين عمره السماوية، عندما كان يعيش بين احضان الحب الوفاء والتقدير.
كان يتمنى ان تتوقف كل ساعات ذلك الزمن لينقش على دقائقها آهات غربته داخل الوطن وخارجه.. ليرسم عليها صورة وطنه الذي ابعدوه عنه بقرارات ظالمه كان الوطن حينها مجبراً أخاك لابطل.. وصورة واقعها الذي لا يرضى عنه الوفاء والحب .. عندما تنظر اليه يطالعك هذا الوجه الملائكي وقد ارتسمت عليه تجاعيد الزمن وجه الرجل المتعب الذي يحمل بين جنباته تفاصيل الارتحال والحرمان الى ما لا نهاية.
بعد ان جفت الدموع تجد في عينيه حسرات وكأنها تتحدث مستنكرة وتتسأل لماذا ؟ عند نهاية زمنه الفعلي كمبدع يتسأل فيحدث همسات .. متي تُخمد نار الحنين التي تشتعل في صدره لذلك الوطن السماوي ؟ متى ينتهي صراعه مع قسوة الايام وجبروت سنوات الغربة والارتحال وعدم التقدير ؟ متى العودة وقد فاض الحنين واشتعلت الاشواق؟.

في هذه الكلمات القليلة ، كنت اتحدث عن وردة كانت تفوح منها رايحة الياسمين ، لكنها ما أن رحلت عن بساتينها وذهبت الى بساتين لاتروق لها ، حتى بهت شكلها وذبل قوامها واختفت رائحتها الزكية ، لتصبح وردة اصطناعية لكنها بلا قوام وطبيعي ان تكون ايضا بلا رائحة.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ستيفانو فيوري هو ذلك الغريب الذي عندما غادر مجبراً اصبح بلا هوية ، فيوري الذي كان ساطعاً ومتألقاً مع الازوري ولاتسيو ، اختفى عندما غادر وطنه السماوي ( لاتسيو) ، ثم عاد اليه لاكن الى مدينة أخرى من ذلك الوطن ، حتى وهو يعود اصبح غريباً ، فمن يعرف ستيفانو يتحسر على مايحصل له الأن وهو يلعب في دوري الدرجة الثانية الايطالية ، حتى اصبحنا لانتذكره رغم ماقدمه خلال سنين كان بها نجما لايشق له غبار كوردة لاتنتهي رائحتها الجميلة.

في الختام لكل وقت وزمن مبدعوه ، واستمرارية هذا الابداع يقترن احيانا بنوعية المكان وفيوري كان ملكاً في لاتسيو وغادره كذلك ، لكنه الأن غريبا عن وطنه حتى وهو يقطن فيه ، لأن كرة القدم لاتعترف بالماضي الجميل فهي رهينة ماذا ستقدمه في حاضرها وحاضر هذا الأنيق غير سعيد.

الى اللقاء






رد مع اقتباس