عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 02-18-2014, 02:37 AM   رقم المشاركة : 1
kindman
قائد سرب من النسور
 
الصورة الرمزية kindman






kindman غير متصل

kindman will become famous soon enough


ما تزال الحياة في مقهى البطريق


بسم الله الرحمن الرحيم

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

يحكى أن بطريقاً صغيراً يعيش فوق الثلج كان يحلم أن يصبح رجل أعمال ... كبر البطريق وكبر حلمه فحزم حقائبه وغادر البلاد لتحقيق حلمه على ظهر مركب قبل الغروب ... كان أمله أن يعود مرفوع الرأس يقدم الهدايا لأهله وأحبائه ومن عاش معه لحظات طفولته ... يريهم ما أنجزه وما قام به وكيف إستطاع أن يصبح رجل أعمال .


رست به مرسى السفينة على شواطئ مصر وقرر أن يبدأ حلمه من بلد التاريخ والعراقة ... من أرض الفراعنة والألغاز ... وكانت مفارقة كيف بـ بطريق أن يعيش في أجواء حارة كـ مصر كي يحقق حلمه ... وعلى الفور بدأ بطريقنا بترجمة أفكاره على الأرض ... فقرر أن يفتتح مقهى يجمع خلاله رجال وشباب هذه المدينة يقدم لهم المشروبات الساخنة والباردة يناقشون قضاياهم وينفقون جزءً مما جمعوه خلال النهار ...

عمل بجهد وكد حتى إستطاع إظهار المقهى بأحلى صورة ... وحضر لزبائنه ما لذ وطاب من مشروبات كي يجلبهم إليه ... لكن دون جدوى فالإقبال ضعيف ... فكر مراراً ومراراً حتى جاءته فكرة رائعة استطاع من خلالها ملئ المقهى بالزبائن كل ليلة ... نعم وجد البطريق الطريق نحو تحقيق حلمه ... وبدا له أن الحلم يمكن تحقيقه بقليل من الصبر والعمل ...

كانت فكرته تعليم الرقص لعدد من الفتية والفتيات وعرض لوحات فنية واستعراضية أمام زوار المقهى كي يجلب انتباههم كل يوم ... وهذا ما حدث ... فما هي إلا فترة قصيرة حتى استطاع لفت أنظار أهالي المدينة لذلك فـ توافد الزبائن من أرجاء المدينة والمناطق المجاورة لمتابعة هذه الرقصات .

لكن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن فما كل ما يتمناه البطريق يدركه ... فـ في إحدى الأيام إندلعت الحرب في هذا البلد ... وأصبح شغل الناس الشاغل هو الحرب ... فـ نسوا المقهى ونسوا الرقص والتفتوا لحروبهم وأعدائهم ... أصبح بعدها المقهى فارغاً والبطريق يجلس على الكرسي وكوع ذراعه على الطاولة ويده تحك ذقنه يفكر بـ حل يعيد به الحياة للمقهى دون جدوى .

تملك بطريقنا اليأس وأقر بفشله وقرر أن يغادر مصر كلها فحزم حقائبه وغادر بحثاً عن تحد جديد في مكان آخر ... وجرى أهالي مصر خلف حربهم تاركين كل ما من شأنه أن يرفه أو يخفف عنهم وطأة الحرب ... فيما استمر الراقصون يرقصون بالمقهى دون أن يغلقوه .

وهنا مربط الفرس ومفصل روايتنا ... لم ينجح البطريق ولم يهنئ الأهالي كما هو مخطط ولكن ظهر شيء جديد لم يكن بالحسبان هو الذي استمر على قيد الحياة ... ولد هكذا دون حسبة أو دراية ... واستمرت الحياة في مقهى البطريق .

هذه الرواية أو القصة هي مسرحية موسيقية من الأدب الإنجليزي قرأت عنها قبل سنين وخرجت منها بأن حكمة الله فوق كل شيء وتولد الأشياء بالصدفة دون حسبة لها ... فلم يكن الرقص وارداً لا عند البطريق ولا عند الأهالي الجميع رحل لكن الرقص استمر .


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

هذه الرواية فيها تشابه مع واقعنا فبطريقنا اليوم هو لوتيتو و نحن الجماهير بمثابة الزبائن أما النادي هو المقهى واللاعبون هم الراقصون ... قد يتغير البطريق إن فشل وقد يتغير الجماهير إن ملوا أو أنشغلوا وقد يتغير اللاعبون إن رحلوا لكن يبقى النادي وتبقى فيه حياة .

في عام 2004 اشترى بطريقنا غالبية أسهم النادي وبدأ عمله بتصفية الحسابات واعادة الحياة إلى النادي الذي أوشك على الانهيار بسبب الإفلاس ... فباع من بقي من نجوم ومدرب وقلل من الأجور لـ اللاعبين والاداريين واعتمد على الشبان وحدد سقف أعلى من الرواتب وجلب مدرب مغمور وعمل على البقاء في الكالتشيو وتسديد الديون الكثيرة المتراكمة .

بعد دراسته قرر جلب مدير رياضي جيد يصطاد المواهب الواعدة ومدرب محنك يعرف خبايا الكالشيو فوقع الاختيار على ساباتيني كمدير رياضي ومدرب واعد وهو الايطالي ديلو روسي الذي قدم موسماً رائعاً مع ليتشي وبدأ بجلب لاعبين واعدين في الكالتشيو كـ روكي وماوري وليدسما ومغني ولاعبين موهوبين كـ بانديف وكولاروف ورادو ولشتشتاينر وكاريزو وموسيليرا والقائمة تطول واستطاع بناء فريق متوسط يلعب بواقعية ومستوى يرتفع من موسم لآخر حتى تأهل لدوري الأبطال .

ثم كان هناك فكرة جلب نجم أو جوهرة وبناء فريق حوله فاستطاع جلب زاراتي الذي نجح نجاح منقطع النظير في بداياته واحرز كأس ايطاليا للفريق إلا أنه اصطدم بـ باقي لاعبي الفريق الذين اعترضوا على هذه السياسة وتمييز هذا اللاعب عنهم في كل شيء وأنه يأخذ ثمرة الفريق فاستغنى عن المدرب وهرب من هرب من اللاعبين حتى جاء بالمحنك ريا الذي استطاع انقاذ الفريق من الهبوط في موسم كارثي .

وقرر تغيير سياسة الفريق مع مدير رياضي جديد وأسلوب جديد بالاعتماد على المدرب ريا بالواقعية الكلاسيكية الايطالية وجلب لاعبين ذو خبرة ودوليين وجودة معينة تتماشى مع خطط المدرب فـ جلب الألماني كلوزة والفرنسي سيسيه والألباني كانا والحارس ماركتي إضافة إلى هيرنانيس ونافس على الوصول لدوري الأبطال لموسمين على التوالي دون الوصول إلى الهدف وكلفه ذلك الاستغناء عن زاراتي .

لكن أسلوب ادواردو ريا في الواقعية المفرطة والتكتيك البطيء والاعتماد على نقاط ضعف الخصوم وغياب هوية للفريق وعدم الذهاب بعيداً في اوروبا وكثرة إصابات اللاعبين كان له السبب في الاستغناء عنه وجلب البوسني بيتكوفتش الذي نجح بداية في ايجاد اسلوب لعب جميل والوصول إلى ثمن النهائي في الدوري الأوروبي واحراز كأس ايطاليا الذي أنقذ به موسمه الأول مع النادي وقرر الاعتماد على مواهب شابة واعدة من شأنها الوقوف بالفريق والعودة إلى منصات التتويج .

هذا الآخير بعد نصفه الأول من موسمه الأول بدأ في تراجع مستويات الفريق فلما يفز خارج ملعبه بعد مباراة الانتر حتى تمت اقالته في منتصف الموسم الثاني وكان قد جلب له عدد من المواهب الشابة الواعدة إلا انه لم يستغلها
فأعاد ريا من جديد وأعاد الواقعية للفريق وأعاد الحرس القديم من اللاعبين وعادت النتائج الجيدة والتي تتخللها هفوات مرتبطة بعدم دراية بهوية المنافس فكلما لعب مع فريق برتم سريع أو هوية جديدة تختلط أوراقه وينهار الفريق وهذا سبب فشله خارجياً .

إدارة لوتيتو تتخبط كثيراً فـ تارة يعتمد على الشبان وتارة يعتمد على التفاف الفريق حول نجم وتارة يعتمد على أصحاب الخبرة في الكالتشيو وتارة يعتمد على دوليين وتارة يعتمد على مواهب واعدة وتارة يعتمد على البراميفيرا والقطاعات السنية وتارة على تدريب كلاسيكي وتارة مدرب واعد وتارة مدرب من خارج الكالتشيو ويستمر التخبط الاداري حتى وصل إلى المحاكم فذهب باللاعبين الى المحاكم ونقل المشاكل إلى هناك وخرج لاعبون بسبب قراراته المتخبطة حتى وصل الأمر إلى وكلاء اللاعبين .

ثم عاد وشن حروم مع الصحافة ومرة آخرى مع الاتحاد ثم مع قنوات النقل وحقوق البث ثم أثار آزمة الملاعب وبعد الموافقة على ذلك لم يتكلم أو يتحدث عن مشروعه حول الملعب الجديد ... ووصلت الأمور إلى دخول مستثمرين جدد لشراء النادي وعند الجد تهرب من البيع فـ رفض عرض من الأندونيسي توهير قبل أن يشتري الانتر ورفض عرض من الملياردير السعودي خالد الشعيبي لشراء النادي.

الثابت الوحيد هو بيع اللاعبين بأعلى الأسعار ... فـ من أراد الخروج يبيعه بأفضل سعر دون تعويض على عكس الرئيس السابق كرانيوتي ... وتعودت الجماهير والفرق المنافسة على أن يدفع مبلغ يرضي لوتيتو ليبيع نجمه والسلسلة تطول وكان آخرها هيرنانيس ... وفق قاعدة الرئيسية ادفع المال ترى الجمال .

قد يتفق معي البعض على فشله أو نختلف حول نجاحه وقد يتفق البعض على فشل أو نجاح أي مشروع من مشاريعه لكن الجميع يتفق على تخبطاته المتكررة


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

شخصياً وبرأيي ليذهب لوتيتو إلى الجحيم ويأخذ معه كل لاعبيه ومدربيه وليأتي مستثمر أو شخص جديد يعيد النادي إلا أمجاده وينهض بالفريق برؤيا واضحة ومخطط ثابت محدد بجدول زمني يعيد من خلاله بالفريق الى منصات التتويج ..

يذهب من يذهب ويخرج من يخرج رئيساً أو مدرباً أو لاعباً أو ادارياً أو مشروعاُ أو حتى من الجماهير لكن الثابت الوحيد أن تبقى الحياة في مقهى البطريق ونتفرج على رقصات اللاعبين في الملعب كل أخر أسبوع ومنتصف أسبوع .

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

وأترككم مع رقصات أجمل لاتسيو في نظري لاتسيو مانشيني لاتسيو القرينتا لاتسيو المرعب في آخر أيام لاتسيو العريق .










نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


عندما تستطيع نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

رد مع اقتباس