
انتخب الفرنسي ميشال بلاتيني يوم الجمعة في دوسلدورف رئيساً جديداً للاتحاد الأوروبي لكرة القدم على حساب الرئيس السابق السويدي لينارت يوهانسون.
وانتخب بلاتيني (51 عاماً) رئيساً لمدة 4 أعوام بعدما حصل على 27 صوتاً مقابل 23 صوتاً ليوهانسون (77 عاماً) الذي شغل المنصب منذ عام 1990.
وبات بلاتيني سادس رئيس للاتحاد الأوروبي منذ إنشاء الاتحاد عام 1954، كما بات ثاني فرنسي ينتخب على رأس الاتحاد الأوروبي بعد مواطنه جاك جورج من 1984 إلى 1990.
وقال بلاتيني عقب انتخابه "أنا متأثر جداً, عندما كنت لاعباً كنا نحرز كأساً بعد الفوز وكنا نقوم بلفة حول الملعب, اليوم حققت فوزاً كبيراً لكني لم أقم بلفة حول الملعب".
وتابع بلاتيني الذي اقترح مباشرة بعد انتخابه تعيين يوهانسون رئيساً شرفياً للاتحاد الأوروبي "كل شيء سيبدأ الآن, إنها بداية مغامرة، وأشكر جميع أصدقائي الذين وضعوا ثقتهم في شخصي, أنا سعيد جداً باختياري لتمثيل الكرة الأوروبية".
وسيدخل بلاتيني رهاناً جديداً في مسيرته الرياضية، فبعد بدء مشواره لاعباً مع أندية جوف (1966-72) ونانسي (1972-79) وسانت إتيان الفرنسية (1979-82) ويوفنتوس الإيطالي (1982-87) ومنتخب فرنسا حيث سجل 41 هدفاً (رقم قياسي) في 72 مباراة، ثم درب منتخب بلاده من 1988 إلى 1992 حيث قاده إلى 16 فوزاً و8 تعادلات و5 هزائم، ثم شغل منصباً في اللجنة المنظمة لمونديال فرنسا 1998.
وشغل بلاتيني منصب نائب رئيس الاتحاد الفرنسي منذ عام 2001، وهو عضو في اللجنتين التنفيذيتين للاتحادين الأوروبي والدولي منذ عام 2002.
وينتظر بلاتيني عمل كبير في الاتحاد الأوروبي حيث من المتوقع أن يقوم بتعديلات كبيرة أبرزها تقليص عدد المقاعد المخصصة للأندية في مسابقة دوري أبطال أوروبا خصوصاً في البطولات الكبرى مثل إنكلترا وإسبانيا.
وسيقطن بلاتيني من الآن في مدينة نيون السويسرية مقر الاتحاد الأوروبي وهي إحدى الأمور التي وعد بها خلال حملته الانتخابية وإحدى النقاط السلبية التي ضرب بها يوهانسون بعدما أكد أن الأخير لم يتواجد قط في مكتبه.
حماية المنتخبات من الأندية
وفي أول موقف "عملي" بعد انتخابه رئيسا جديدا للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، هدد بلاتيني اللاعبين الذين يرفضون الانضمام إلى منتخبات بلادهم بالإيقاف.
وقال بلاتيني في أول مؤتمر صحافي عقب انتخابه: "نحافظ دائما" على موقفنا، الاتحادات تملك الحرية بإيقاف اللاعب الذي يرفض الانضمام إلى منتخب بلاده، إنه أمر ممنوع وسيعاقب بقساوة"، علما" أن الإيقاف الذي يتحدث عنه بلاتيني هو مع النادي الذي ينتمي إليه اللاعب.
وتابع: "بالطبع سنهدد اللاعب، إذ يجب علينا أن نحمي المنتخبات وعلينا أيضا أن نحميها من الأندية الكبيرة"، وذلك في معرض رده على سؤال يتعلق بوضع مواطنه كلود ماكيليلي لاعب وسط تشلسي الإنكليزي.
ويريد ماكيليلي أن يضع حدا لمسيرته الدولية لكنه لم يستطع ذلك لأن مدرب المنتخب الفرنسي ريمون دومينيك لجأ إلى القوانين التي ترعى هذه اللعبة من أجل إجباره على اللعب، ما دفع وصيف مونديال ألمانيا 2006 إلى الاعتراف بأنه يلعب مع "الديوك" رغما عنه.
ترحيب واسع
على جانب آخر، جاءت ردود فعل خبراء كرة القدم الأوروبية على نبأ اختيار بلاتيني رئيساً للاتحاد الأوروبي، مُرحبة ترحيباً واسعاً بهذا الاختيار، فقال الإيطالي جيوفاني تراباتوني مدرب بلاتيني السابق في نادي يوفنتوس:"هذا أمر جيد للغاية، فهو يستحق ذلك، إن وجوده في السلطة سيؤدي لوجود بعض التنوع، والقدرة على حل المشاكل دون أحداث درامية، وسيكون هناك كل شيء مع حس المسؤولية، وهو ما كان يملكه بلاتيني عندما كان لاعباً".
وأضاف تراباتوني: "بلاتيني شخص ذكي وانتخابه يعتبر شرفاً لمسيرة كبيرة، أنا سعيد جداً، ليس فقط لأنه وعد بفتح المجال لدول مثل النمسا للمشاركة في دوري الأبطال".
يذكر أن تراباتوني يُشرف في الوقت الحالي على تدريب فريق سالزبورغ النمساوي.
أما الفرنسي ديدييه ديشان مدرب يوفنتوس حالياً فصرح: "أنا سعيد جداً، فبلاتيني لاعب كرة قدم ويملك أفكارا جديدة، من المهم أن يكون هناك رجل مثله، لقد خاض هذه المغامرة مقتنعا أن بإمكانه حمل رياحاً جديدة إلى كرة القدم، فهو فرنسي يحمل نكهة يوفنتوس وهذا أمر لا يمكن أن يزعجني على الإطلاق، سيسمح أيضاً للكرة الفرنسية أن تكون ممثلة بشكل جيد لأن تمثيلها حتى اليوم لم يكن على المستوى الكبير".
وقال ألن جيريس زميله في المنتخب سابقا: "كانت ردة فعلي الأولى أنه خبر رائع دون شك، لم أتوقع يوماً أن ينجح زميل لي في تولي هذا المنصب، فرنسا تترك بصمتها مرة جديدة، فهي واحدة من أساس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" والكؤوس الأوروبية، وها هي تقدم اليوم وللمرة الأولى لاعباً سابقاً إلى رئاسة الاتحاد الأوروبي".
كما أعرب لويس فرنانديز زميل بلاتيني في المنتخب سابقاً، ومدرب ريال بيتيس الإسباني حالياً عن سعادته باختيار بلاتيني رئيساً للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، معتبراً ذلك مكافأة لرجل استطاع أن يطرح معتقداته ومشاريعه، ولديه يملك خبرة الملاعب.
وبعيداً عن الفرنسيين، أكد الإيطالي جانبييرو بونيبريتي لاعب ومدير سابق في يوفنتوس سعادته بالنبأ، متمنياً التوفيق لبلاتيني في مهمته الجديدة، مُشيراً إلى أن الكرة العالمية ستستفيد من وجوده في هذا المركز".
ترحيب الساسة
وعلى صعيد آخر من ردود الفعل، قال الرئيس الفرنسي جاك شيراك: "بلاتيني أفضل من يمكنه أن يفهم كرة القدم في يومنا هذا، باختياره على رأس الاتحاد الأوروبي اختار عالم كرة القدم رجلاً يملك خبرة كبيرة دون أدنى شك، فاختياره يعتبر دعماً لموقع الكرة الفرنسية في المحافل الدولية".
وبدروه، ذكر وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي:" بلاتيني رياضي كبير، لديه شخصية مميزة كما لديه موهبة، أنا سعيد جداً بانتخابه، فهو يدافع عن معتقداته، كما أن موهبته تسمح له بالدفاع عن القيم العالمية التي تحملها الرياضة وهي الشجاعة والأخوة والمشاركة".
بكنباور ينضم لبلاتيني
وبعد ساعة من انتخاب بلاتيني رئيسا للاتحاد الأوروبي، أصبح الألماني فرانز بكنباور ثاني نجم سابق ينتخب لشغل منصب رفيع، بعد حصوله على عضوية اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا".
وانتخب بكنباور (61عاماً) لشغل مقعد الاتحاد الأوروبي الشاغر في اللجنة التنفيذية للفيفا بموافقة 52 اتحادا وطنيا أعضاء في الاتحاد الأوروبي خلال مؤتمر الاتحاد الجمعة.
المصدر