
اعترف حكم الماني يوم الخميس بتلاعبه في نتائج مباريات ليفجر أكبر فضيحة تعصف بكرة القدم الالمانية خلال 30 عاما. وسارع الاتحاد الالماني بالاعلان عن قواعد جديدة لاختيار حكام المباريات للحيلولة دون حدوث مزيد من التلاعبات.
وقال فولكر روت رئيس لجنة الحكام في الاتحاد الالماني والاتحاد الاوروبي لكرة القدم انه لن يتم اعلان أسماء حكام المباريات في الدوري الالماني الا قبل انطلاقها بيومين فقط وذلك في اطار اجراءات تم الاتفاق عليها يوم الخميس بعدما اعترف الحكم روبرت هويزر بتلاعبه في نتائج مباريات.
ويواجه هويزر تحقيقات من الاتحاد الالماني والادعاء في برلين بسبب اتهامات بتلاعبه في نتائج حوالي ست مباريات.
وقال روت ان تأجيل موعد اعلان أسماء حكام المباريات سيقلل فرصة تدخل اي طرف للتلاعب في النتائج.
ومضى يقول " فترة اليومين هي الاجراء المتبع في دوري الابطال الاوروبي وكاس الاتحاد الاوروبي لكرة القدم منذ وقت طويل."
وبدا روت مصدوما من أنباء الفضيحة وقال في مؤتمر صحفي " هذا أمر لا يمكن التسامح معه."
واعترف هويزر في وقت سابق يوم الخميس بان " الاتهامات التي أثيرت ضدي علانية هي في جوهرها صحيحة"

وقال هويزر في مقابلات تلفزيونية انه تربح الاف اليورو من تصرفاته وان اخرين في الرياضة شاركوا في الفضيحة.
وأضاف في بيان نشره محاموه " أشعر بأسف عميق ازاء سلوكي وأعتذر للاتحاد الالماني لكرة القدم ولزملائي الحكام ولكل مشجعي كرة القدم"
ومضى يقول " وأنا مستعد للتعاون مع المدعين والاتحاد الالماني لكرة القدم لتقديم تفسير كامل."
وقال الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) انه اصيب بصدمة عميقة وبعث رئيسه سيب بلاتر برسالة الى الاتحاد الالماني يحثه فيها على أهمية تسوية المشكلة.
وقال بلاتر في بيان " الحكام هم الضامنون للحياد واللعب النظيف... ومن ثم فان عليهم مسؤولية اخلاقية ضخمة. الفيفا قلق للغاية لان حكما شابا واعدا خالف هذه المتطلبات بأسوأ طريقة ممكنة ولان تصرفاته لم تكتشف منذ فترة طويلة."
وكان الاتحاد الالماني لكرة القدم قال في وقت سابق هذا الاسبوع ان هويزر (25 عاما) استقال يوم الجمعة الماضي للاشتباه في تلاعبه في نتيجة مباراة أدارها.
ويشتبه في ان هويزر قام بالمراهنة على مباراة هامبورج فريق الدرجة الاولى وفريق بادربورن المغمور التي ادارها في الدور الاول لبطولة كأس المانيا في اغسطس اب الماضي.
وكان هامبورج متقدما 2-0 لكنه خسر في النهاية 2-4 بعد أن طرد هويزر المهاجم اميل مبينزا في الشوط الاول لانه أهانه بعد أن احتسب ركلتي جزاء لبادربورن.
ووصف رودي اساور المدير التجاري لنادي شالكه اعتراف هويزر بانه "صفعة على وجه كرة القدم الالمانية."
وتفجرت الفضيحة عندما اعترف بها الاتحاد الالماني يوم السبت الماضي ووسع نطاق تحقيقاته ليشمل مراجعة أداء هويزر في خمس مباريات أخرى.
وقال الاتحاد انه يسعى لانهاء التحقيق مع هويزر في أسرع وقت ممكن. وقال هيرالد ستينجر المتحدث باسم الاتحاد "لن نترك شيئا دون ان نفحصه خلال التحقيق."
ونفى هويزر في البداية ارتكاب أية مخالفات في حين انتقد محاموه بشدة طريقة تعامل الاتحاد الالماني مع الفضيحة قائلين ان موكلهم تعرض لضغوط لتقديم استقالته.
وقالت شركة هولتوف فورتنر للمحاماة التي تمثل هويزر انذاك " اعترضنا على ما يطلق عليه اعلان الاستقالة الذي وقعه موكلنا في 21 يناير."
واضافت في بيان " لقد تم استدعاء موكلنا الى فرانكفورت بحجة واهية وجرى مواجهته بالاتهامات وتعرض بعد ذلك لضغوط للتوقيع على الاستقالة لتفادي اي اضرار اخرى ولم يحصل حتى على نسخة من خطاب الاستقالة."
لكن هويزر -الذي لم تسند اليه قط مهمة ادارة مباريات في دوري الدرجة الاولى- تراجع عن موقفه يوم الخميس بعد مراجعة محاميه واعترف بذنبه.
وقال نادي هامبورج انه يدرس اتخاذ اجراءات قانونية ضد هويزر اذا ثبتت ادانته. وقال بيرند هوفمان رئيس هامبورج " وقع ضرر كبير على هامبورج وعلى كرة القدم الالمانية. سنستخدم كل الاجراءات القانونية لتصحيح هذا الخطأ."
لكن الاتحاد الالماني استبعد احتمال اعادة المباراة.
وقام هويزر المقيد في سجلات الاتحاد الالماني منذ عام 2002 بادارة 12 مباراة في دوري الدرجة الثانية وكأس المانيا ومباريات اقليمية.
وذكرت صحيفة بيلد يوم الثلاثاء ان لجنة الحكام الالمانية ستطلب من الحكام التوقيع على ميثاق شرف جديد يمنعهم من المشاركة في المراهنات على المباريات.
وأضافت ان روت يريد من الحكام التوقيع على ميثاق شرف جديد ونقلت عنه قوله " اولئك الذين لن يوقعوا على الميثاق لن يبقوا ضمن قائمة الحكام. لا اريد اي محاولات للتستر على شيء. لقد تسبب ذلك في ضرر كبير."