أن تشتعل التصريحات والحوارات على طريقة ما يحدث في الملعب من تنافس كبير بين الاندية يستمر فقط طوال وقت المباراة، ثم ينتهي بنهايتها من دون أن تجاوز الخطوط الحمراء، فهذا أمر محمود وفيه تحريك لعجلة المنافسة نحو الامام، ولكن ان يخرج لنا من يحاول ضرب العلاقة التي تربط بين اعضاء الوسط الرياضي من اندية ولاعبين وجماهير ومجتمع بأكمله، فهذا ما يجب رفضه والتصدي له بقوة حتى لا تكبر رقعة التناحر والفرقة وهز العلاقة بين أبناء الوطن الواحد.
وما صرح به المدرب الارجنتيني كالديرون حتى وان حاول الاتحاديون - بعدما ما تنهبوا لخطورته من خلال تطاوله على مسؤولين وجهاز حكومي - نفيه وتكذيب الصحيفة الاسبانية يجب ألا يمر مرور الكرام، وان يكون هناك موقف حازم من رعاية الشباب واتحاد الكرة تجاهه، فالامر لا يكمن فقط في الاساءة الى ناد واحد، او اندية منافسة لا تقبل التفرقة فيما بينها، انما الاساءة الى مسؤولين والى ما هو أكبر من الرياضة، ويبدو أن مثل هذه التصريحات كانت نتاجا طبيعيا للمحيط الذي يعمل به كالديرون، لذلك فهو قد ظن ان ما يردده بعضهم في المجالس، وفي المنتديات وبعض المطبوعات، التي يتم توجيهها لغرض معين، وغير نزيه، وضد مصلحة الرياضة احيانا كثيرة، هو عين الحقيقة، بينما الواقع عكس ذلك، وكان يفترض على الادارة الاتحادية ان يكون لها موقف حازم قبل أي جهة أخرى، حتى لو وصل الامر حد الاستغناء عنه، لأن ما تفوه به كالديرون (كلام خطير) ويضرب بقوة في صميم العلاقة بين فئات المجتمع السعودي كافة، وليس الرياضيين فقط.
قبل عدة سنوات تجرأ مدرب الاهلي البرازيلي زاناتا على اخراج النقود من جيبه اشارة منه الى ان الحكم مرتش، فكان القرار الصارم من الامير فيصل بن فهد يرحمه الله باقالته بعد نهاية المباراة مباشرة، وعدم دخوله الى السعودية، ومع نهاية العام الرياضي الماضي، تصرف مدرب الهلال الروماني تصرف لا يقره أي شخص، فصدر القرار القوي بابعاده في اليوم التالي لنهائي كأس ولي العهد، مع عدم تدريبه لأي ناد سعودي، ومثل هذين القرارين الصارمين، لابد ان يطالا كالديرون؛ لأن ما صرح به أكبر من كونه يسئ الى اندية منافسة لفريقه، وبالمناسبة فقد تعجبنا من تصريحات أحد المسؤولين في اتحاد الكرة، الذي لم يذكر اسمه أمس في احدى الصحف، عندما قال إنه ربما اوقف كالديرون مباراتين او حسب التوجيهات التي تصدر من الرئيس العام لرعاية الشباب، والسؤال هل الامر بسيط الى هذه الدرجة، حتى يوقف مباراتين، ثم ما فائدة الصحيفة الاسبانية ان تفبرك على لسان المدرب الاتحادي الذي قال إن الهلال هو نادي رعاية الشباب، وما هو اكبر من رعاية الشباب، وان فريقه الاتحاد هو نادي الشعب؟ كيف عرفت الصحيفة الاسبانية ان هذا نادي رعاية الشباب، وذاك نادي الشعب؟وهل الاسبان مشغولون ليل نهار بمتابعة ما يحدث لدينا من صراعات في الساحة الرياضية، سببها غياب الوعي والتعصب الرياضي، حتى يحورونه الى تصريحات على لسان كالديرون؟.
ما قاله هذا الارجنتيني كان يتعاطاه بعضهم في مجالسهم في الوسط الرياضي السعودي نتيجة التغذية السئية للجماهير من بعض وسائل الاعلام، التي تغرر بأجيال كاملة، وتوظف لمصلحة اشخاص، وليس لمصلحة رياضة بلد، ومنافسة شريفة، وهذا يعطي مؤشرا كبيراً على أنه بالفعل صرح للصحيفة الاسبانية من دون ان يدرك مغبة ذلك وخطورة كلامه، فهل تتحرك رعاية الشباب، ويفتح اتحاد الكرة ملف التحقيق تجاه هذه التصريحات الخطيرة، أم أنها تمر مرور الكرام؟!
صحيفة الرياض
أنت غير مسجل في مـنـتـدى لاتـسـيـو لـلـعـرب . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا 
العرض المتطور
