المارد التشيكي يصحو.. (( ورقات من الماضي ))..الجزء الأول
السلام عليكم:.
أعود معكم وإلى المواضيع المتسلسلة وهذه المرة أسلط الضوء من موضوع في جزئين على التشيك هذا البلد الذي عاد إلى الساحة الدولية والكروية بقوة......
(( المارد التشيكي يصحو وينفض غبار السنين ويدق ناقوس الخطر من جديد...))
(( من نيهودا إلى سكورافي إلى باروش والقادم أقوى ))
يخطئ من يعتقد بإن الكرة القدم التشيكية هي حديثة العهد بالمشاراكات الإيجابية في البطولات العاليمة والقارية فهذه البلاد الصغيرة في المساحة والتي تتوسط القارة الأوروبية موقعاً كان لها تاريخ كروي حافل لم تسلط عليه الأضواء ربما بسبب وقوعها خلف الستار الحديدي لدول الكتلة الشرقية سابقاً لما يقرب من خمسين عاماً.........تشيكيا أو تشيكوسلوفايكا (( قبل عام 1993 )) بلد قديم العهد بلعبة كرة القدم حيث تقول سجلاتها الرياضية إن اول مباراة محلية رسمية قد جرت بين فريقين جارين بمدينة (( رودنيتسي)) في عام 1892..وهما (( رودنيتسي و سوكول رودنيتسي )) ، وقد انتهت تلك المباراة التي جرت منذ 112 عاماً بانتصار الفريق الأول بهدف لصفر......
ويعتبر فريق (( سبارتا براغ )) وجاره (( سلافيا براغ )) أقدم فرق النوادي التشيكية حيث تأسس الأول عام (( 1893 )) ولحقه الثاني بعد ذلك بعامين وبالتحديد عام (( 1895 )).....وفي الوقت الحاضر يتنشر في البلاد أكثر من 6 آلاف نادي تضم عن ما يزيد (( 400 ألف لاعب )) يدربهم أكثر من (( 30 ألف خبير كروي )) أما الحكام في كرة القدم فيتجاوز عددهم (( 11 ألف حكم مجاز )).........
أما عن دوري كرة القدم الوطني فيضم (( 16 )) فريقاً للدرجة الأولى (( غامبرينوس )) وفي الدرجة الثانية (( 20 )) فريقاً في حين تنقسم الدرجة الثالثة إلى فرعين :.
مسابقة الهواة وبها 16 فريقاً.
مسابقة المستجدين وبها 18 فريقاً.
ولنتذكر عراقة اللعبة في هذا البلد ونعود إلى الماضي البعيد فقد أنطلق أول دوري لكرة القدم هناك عام 1896 بمشاركة أربعة فرق لا غير....وعقب هذا التاريخ بخمسة سنوات تأسس رسمياً أتحاد كرة القدم التشيكي وخلال الشر سنوات التالية بدأت المنتخبات وفرق النوادي تشارك في البطولات الخارجية حيث تمكن المنتخب التشيكي للهواة من أحراز أول كؤوسه القارية (( بطولة أوروبا للهواة )) التي جرت في مدينة (( روبي )) عام 1911....
وفي حين تأخر قبول التشيك عضواً في الأتحاد الدولي (( الفيفا )) حتى العام 1923 إلا إن منتخبها القومي سجل أول مشاركاته الدولية الرسمية في في أولمبياد 1920 في (( أنتويرب بهولندا )) وحقق أنتصاراً عريضاً على نظيره اليوغسلافي بسبعة أهداف دون مقابل....
يعتبر الحصول على الترتيب الثاني لبطولة كأس العالم 1934 أقل ما كان يستحقه المنتخب التشيكي المتألق في تلك البطولة التي جرت في (( إيطاليا الفاشية )) حيث وقف التشيك في النهائي في وجه المنتخب المضيف بكل صلابة ولعب بطولي جاد لم يتأثر بصيحات مشجعي المنتخب الإيطالي المجبر على نيل الكأس وإرضاء مطامع (( موسيليني ))....فساد التعادل بين الفريقين حتى أنتهت المباراة.....
ودخل الفريقين في الشوط الأضافي ومع التحيز الواضح للحكم إلى جانب الإيطاليين طبعاً.....سجل المنتخب الإيطالي هدفهم الثاني الذي أنتهت به المباراة بتتويج إيطاليا الأولى والتشيك الثانية على البطولة.....
وبأعتراف الجميع فأن المباراة لو جرت في بلد آخر غي إيطاليا لكان المنتخب التشيكي المجتهد و بطلها دون منازع....
في أثناء الحرب العالمية الثانية تقدمت دبابات الجيش النازي وحطمت جميع مقومات الحياة المدنية في تشيكيا واحتلتها بالكامل فتدهورت حال كرة القدم هناك لزمن طويل وغابت الكرة التشيكية عن المسرح العالمي لمدة ثمانية وعشرون عاماً التي تلت مشاركتها الموفقة في كأس العالم 1934 بإيطاليا....حتى جاءت مناسبة أقامة بطولة كأس العالم 1962 بتشيلي وتأهل التشيك للمشاركة فيها فسافر المنتخب التشيكي في رحلة طويلة عبر المحيط الأطلسي ولم يهتم احد به في البداية ظناً انه سوف يعود إلى وطنه خالي الوفاض عقب تصفيات المجموعات خصوصاً أنه أجتاز تصفيات التأهل بصعوبة شديدة........
أنطلقت بطولة كأس العالم 1962 وعلى عكس التوقعات ظهر المنتخب التشيكي بمستوى ممتاز فأجتاز جميع منافسيه وزحف مرة أخرى نجو المباراة النهائية ليقابل نظيره البرازيلي...ويومها رد المهاجم التشيكي الأخطر (( جوزيف مانسبوست )) على الهدف البرازيلي بمثله ، لكن الغلبة دانت في النهاية للبرازيل بنتيجة 3-1 فكان الترتيب الثاني في ثاني مشاركة عالمية له وهو ما حققه التشيك في أوائل الستينات من القرن الماضي....
أعتبر الهداف (( جوزيف مانسبوست )) هو اعظم من انجبته تشيكيا على مر العصور فبعد أعتزاله اللعب ، كرم بتسلم مهمة تدريب منتخب بلاده وأستمر معه كمدرب حتى أوائل العام 1987 ....لكن الكرة التشيكية كانت تمر طوال عقد الثمانينات بمرحلة أنحدار كبير ففشل منتخب البلاد في التأهل لبطولة أوروبا والعالم أثناء ذلك العقد....
حتى أتى عقد التسعينات بأنطلاقة جديدة وفريق شاب متميز شارك في بطولة العالم 1990 بإيطاليا بلعب هجومي فريد (( كالذي رأيناه عليه في كأس الأمم الأوروبية الأخيرة في البرتغال ))....حتى إن ثاني هدافي مونديال 1990 كان التشيكي (( سكورافي )) برصيد خمسة أهداف....خلف هداف البطولة الإيطالي سكيلاتشي بستة أهداف ، لكن مونديال 1990 كان أسوأ بطولة كأس عالم أجريت لحد الآن ففيها سجلت أرقام قياسية في حالات الأنذار بالبطاقة الصفراء وحتى حالات الطرد بالحمراء لما يزيد عن 160 مرة!!!!!!!.....نظراً للخشونة الزائدة التي أتسمت بها معظم المباريات......
وبعد أنتصار كبير على كوستريكا بأربعة أهداف لهدف ، وصل المنتخب التشيكي إلى دور الثمانية ليقابل غريمه الألماني ، فأنهزم بهدف لصفر وخرج بشرف من البطولة بعد إن قدم فيها عروضاً ممتعة.........
وهنا أنهي معك الجزء الأول....أرجوا إن تكونوا قد أستمتعتم كما أرجوا إن تسامحوني في حالة وقوع أي خطىء (( غير مقصود )).........
أخوكم
هيرو_لازيو
أنت غير مسجل في مـنـتـدى لاتـسـيـو لـلـعـرب . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا 
المارد التشيكي يصحو.. (( ورقات من الماضي ))..الجزء الأول 
العرض العادي
